الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة من شارل أزنافور وفيروز الى ياسمين وأبو: ليلة سقوط قرطاج

نشر في  19 جويلية 2018  (15:04)

"كيف لمهرجان في عراقة مهرجان قرطاج الدولي أن يستضيف من لا يمتلك في ريبيرتواره الفني سوى أغنية واحدة؟" ... "هل يحق لمهرجان قرطاج أن يستقبل على ركحه الروماني أسماء صنعتها الصدفة الالكترونية واليوتيوب؟" .." "كيف لركح اعتلاه عمالقة الفن العربي والغربي على غرار صباح فخري ووديع الصافي وشارل أزنافور، ركح دندت فيه فيروز "زهرة المدائن" و"سنرجع يوما" وفي أواخر السيتينيات  غنت فيه نجاة الصغير "متى ستعرف كم أهواك" و"ساكن قصادي"، ليحتضن هذا الركح سنة 1976  صوت" محمد عبد المطلب"، وفي الثمانينات ارتفع صوت سيد مكاوي ب" الأرض بتتكلم عربي"، كيف لهذا الركح الذي اعتلاه لأكثر من 50 سنة كل هؤلاء النجوم أن يفسح المجال في اطار الاكتشاف وتشجيع المواهب لفنان لا يمتلك 3 أغاني على أقصى تقدير ؟" ..

هي تساؤلات خطرت ببالنا كما خطرت ببال أغلبية الشعب التونسي بمجرد اعلان مدير الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي عن استضافة الفنان المصري "أبو" صاحب أغنية "ثلاث دقات" والمصرية ياسمين علي التي اكتشفها الجمهورية من خلال اعادتها لأغنية "نقابل ناس" على اليوتيوب .. حيرة وتساؤلات تبددت سهرة الثلاثاء 17 جويلية حيث تلقت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي الاجابة من قبل الجمهور التونسي، الذي تحول بأعداد ضئيلة الى المسرح الروماني لمتابعة واكتشاف "مواهب مهرجان قرطاج "، ولئن فند المهرجان الصور التي راجت حول الاقبال الجماهيري المحتشم لهذه السهرة في تبرير منه لسوء الاختيار، فان الأرقام تثبت أنه تم توزيع عديد الدعوات كما أن عدد التذاكر التي بيعت كان ضئيلا جدا ـ 1300 تذكرة ـ ، دون أن ننسى مغادرة الجمهور للمسرح ما ان غنى "أبو" أغنيته الشهيرة "ثلاث دقات" ليكمل سهرته أمام مدارج فارغة .

سهرة تستحق عنوان "سهرة الاعادات " بامتياز، حيث ولئن اثنى جمهور قرطاج على صوت ياسمين علي الأوبيرالي، فان هذا لا يشفع لها اعتمادها على ريبرتوار غيرها واكتفاءها بأغنيتين لها وهما  "اتفائلوا بالخير" من جينيريك مسلسل "أمر واقع" ، و"يا حب زمان" لتكمل سهرتها بأداء أغنية "ليالي الأنس" للفنانة "اسمهان و "داليدا"  و"حلوة يا بلدي"، كما غنت " يا مسافر وحدك" للموسيقار محمد عبد الوهاب، و"لولا الملامة" لوردة و"كلمات" لماجدة الرومي،  إضافة إلى مقطع من "الأطلال" لكوكب الشرق أم كلثوم، وكتحية منها للجمهور التونسي غنت ياسمين علي "لاموني اللي غاروا مني" للهادي الجويني  و" برشة" لصابر الرباعي ومقطع من أغنية "وحياتي عندك" للراحلة "ذكرى محمد".

ويذكر أن ياسمين علي تجاوزت الوقت المخصص لها بنصف ساعة، لتنسحب فجأة دون أداء أغنية "نقابل ناس" التي انتظرها الجمهور ان لم نقل أنه تحول الى المسرح الروماني خصيصا للاستماع اليها .

وفي الجزء الثاني من السهرة اعتلى "أبو" الركح  ودون مقدمات فاجئ جمهور قرطاج، بأداء أغنية "ثلاث دقات" وهي خطوة غير صائبة أقدم عليها الفنان المصري، حيث ما ان انتهى صحبة ياسمين علي التي رافقته في اداء هذه الأغنية، حتى انسحب الجمهور ليكمل "أبو" السهرة أمام كراسي فارغة، فغنى  "أكسجين" وأعاد توزيع أغنية "أهواك"ثم أدى أغنية بعنوان "على فين" وشأنه شأن ياسمين علي أدى الفنان المصري أغنية"سيدي منصور" لينهي سهرته باعادة أغنية"ثلاث دقات".

ختاما نشير الى أن هذه السهرة التي أثارت الكثير من الجدل تحسب في خانة زلات الهيئة المديرة للدورة 54 من مهرجان قرطاج الدولي، ويبدو أن مختار الرصاع لم يعر اهتماما كبيرا لاختياراته خاصة أنه ينهي مهامه على رأس المهرجان اثر انتهاء هذه الدورة، وهو ما يعيد سؤال ملح وهو متى يتم تركيز هيئة مديرة قارة لهذا المهرجان؟ 

يذكر أن الموعد يتجدد مساء اليوم الخميس 19 جويلية على على ركح المسرح الروماني بقرطاج مع موسيقى الميتال وفرقة الروك التونسية "ميراث".

سناء الماجري